ماميز

مشروبات الطاقة تحت المجهر.. تحذيرات صحية متزايدة وخطر يهدد الأطفال

رغم الانتشار الواسع لمشروبات الطاقة والترويج لها كوسيلة فعّالة لتعزيز النشاط الجسدي والذهني، يُحذر خبراء الصحة من آثارها الجانبية الخطيرة، خاصة على الأطفال والمراهقين.

تنامي الاستهلاك ومخاوف متصاعدة

في تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية، حذّرت الكاتبة آنا فيلاراسا من الارتفاع الكبير في استهلاك مشروبات الطاقة حول العالم، وسط قلق متزايد من تأثير مكوناتها المنشطة، خاصة على الفئات العمرية الصغيرة.

ورغم عدم وجود تعريف علمي دقيق لها، تُصنّف هذه المشروبات ضمن فئة “المشروبات المنعشة” غير الكحولية، وتحتوي على مكونات منشطة مثل الكافيين، التورين، فيتامينات “بي”، الجنسنغ، الغوارانا، والكارنيتين.

ورغم ترويجها كمحفّزات للأداء البدني والذهني، فإن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية تمنع تسويقها بهذا الشكل، كما يرفض البرلمان الأوروبي تصنيفها ضمن المشروبات الصحية.

آثار صحية خطيرة

ورغم أن مشروبات الطاقة قد تعزز الأداء الرياضي مؤقتًا، إلا أن استهلاكها يرتبط بآثار جانبية متعددة، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى التحذير منها، خاصة بالنسبة للأطفال، الحوامل، والأشخاص الحساسين للكافيين.

1. اضطرابات القلب والسكتات:

تشير دراسات جمعية القلب الأمريكية إلى أن مشروبات الطاقة تؤثر على النشاط الكهربائي للقلب، وترفع ضغط الدم، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب.

2. القلق والأرق وتشنجات العضلات:

بسبب احتوائها على نسب عالية من الكافيين (قد تصل إلى 200 ملغ في العبوة)، تؤثر هذه المشروبات على الجهاز العصبي، وتسبب الأرق، القلق، وتشنجات عضلية، تختلف شدتها حسب قابلية كل جسم.

3. السمنة وتسوس الأسنان ومقاومة الأنسولين:

تحتوي معظم مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر تتجاوز تلك الموجودة في المشروبات الغازية. إذ تحتوي العبوة الواحدة على أكثر من 60 غرامًا من السكر، ما يتجاوز الحد الأقصى الموصى به يوميًا من قبل منظمة الصحة العالمية، لا سيما للأطفال والمراهقين.

الأطفال في دائرة الخطر

تشير بيانات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إلى أن 18% من الأطفال بين 3 و10 سنوات يستهلكون مشروبات الطاقة، بينما يتناول 16% منهم كميات مفرطة قد تصل إلى 4 لترات شهريًا.

ويؤكد الخبراء أن الأطفال أكثر عرضة لمخاطر الكافيين، نظرًا لصغر حجم أجسامهم وعدم اكتمال تطور أجهزتهم الحيوية. وقد شبّه بعض الأطباء تناول عبوة واحدة من مشروب الطاقة لطفل بما يعادل ثلاث أكواب من القهوة مضافًا إليها 12 ملعقة سكر.

دعوات للمنع وتنظيم البيع

يوصي أطباء الأطفال وخبراء التغذية بضرورة منع الأطفال من استهلاك هذه المنتجات، والحد من ترويجها في الأسواق. وتدرس بعض الدول، مثل المملكة المتحدة، فرض حظر قانوني على بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون سن 16 عامًا، في خطوة تهدف إلى حماية الصحة العامة للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى